بيان الروح
.
هلآ ومرحبا فييكم
في منتديآت (( بيان الروح )).
وجودكم سعادة وبهجه

حيآاكم الله في المنتدى
المنتدى منتدآاكم
وعلى عيني ورآاسي

سجِل معنا وستحصل على مبتغآگ
عزيزي الزائر

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

بيان الروح
.
هلآ ومرحبا فييكم
في منتديآت (( بيان الروح )).
وجودكم سعادة وبهجه

حيآاكم الله في المنتدى
المنتدى منتدآاكم
وعلى عيني ورآاسي

سجِل معنا وستحصل على مبتغآگ
عزيزي الزائر
بيان الروح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لا احد احب اليه العذر من الله

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

لا احد احب اليه العذر من الله Empty لا احد احب اليه العذر من الله

مُساهمة من طرف لذاتي ملكة الإثنين أبريل 17, 2017 6:22 am

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
أعاذنا الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين يا رب العالمين.

عباد الله؛ كثير من الناس لا يقبل العذر ممن اعتذر، والكريم من تقبل عذر أخيه أو يعتذر له إن لم يعتذر، وبعضهم؛ بعض الناس يؤدي ما عليه حتى لا يكون عليه عذر، فقد أعذر إلى الله عز وجل، ومن هؤلاء الذين ذكرهم الله عز وجل في كتابه، الدعاة إلى الله عز وجل، يدعون على بصيرة ليقدموا عذرهم عند الله أنهم بلغوا ما جاءهم من عندهم الله سبحانه وتعالى.

معذرة الدعاة في تبليغ دين الله قال سبحانه: ﴿ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [الأعراف: 164].
فالمعذرة تقبل ممن اعتذر، والغيرة على الدين والعرض والوطن أمر ممدوح، ومدْحُ اللهِ سبحانه وتعالى هو أصدق المدح، يعني لو مدحت إنسانا مهما مدحت لا تصل بالصدق المدحَ لله عز وجل، لذلك ورد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله -تعالى- عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("لَا أَحَدَ")، وفي رواية: ("لَا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنْ اللهِ؛ وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَلَا أَحَدَ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنْ اللهِ، وَلِذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ").

وفي رواية: (وَلِذَلِكَ وَعَدَ اللهُ الْجَنَّةَ")، ("وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنْ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنْزَلَ الْكِتَابَ، وَأَرْسَلَ الرُّسُلَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ"). الحديث برواياته (خ) (4634)، (7416)، (م) (1499)، (2760)، (حم) (18193).
("لَا أَحَدَ") و ("لَا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنْ اللهِ)، -الْغَيْرَة: أَصْلُهَا الْمَنْع، وهي بفتح الغين وَالرَّجُلُ، يقال عنه غَيُورٌ عَلَى أَهْلِه، وعلى حريمه؛ أَيْ: يَمْنَعُهُمْ مِنْ التَّعَلُّقِ بِأَجْنَبِيٍّ؛ بِنَظَرٍ، أَوْ حَدِيثٍ أَوْ غَيْرِه، وَالْغَيْرَةُ لله عزَّ وجلَّ صِفَةُ كَمَالِ، تليق بجلاله سبحانه، فَأَخْبَرَ صلى الله عليه وسلم؛ بِأَنَّ اللهَ أَغْيَرُ مِنْهُ، أغير من هذا الرجل الذي يغار أهله وحريمه، كما سنعلم في الحديث، وَأَنَّهُ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِش. بتصرف من شرح النووي (5/ 268).

("وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ) -بشتى أنواعها- (مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ") –الْمُرَادُ بالفواحش سِرُّ الْفَوَاحِشِ وَعَلَانِيَتُهَا، تحفة الأحوذي (8/ 428)- والفواحش تشمل كل فاحشة، كالقتل والربا، والزنا والسرقة والعقوق وسائر الكبائر، وتشمل كلَّ السيئات والمعاصي كلها فواحش، من أجل ذلك حرمها الله عز وجل، لأنه يغار سبحانه وتعالى.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله تعالى عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ يَغَارُ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَغَارُ، وَغَيْرَةُ اللهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ عَلَيْهِ». (خ) (5223)، (م) (2761).

وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ -تعالى- عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، مَا أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَرَى عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ تَزْنِي، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا». (خ) (1044)، (5221).

غيرتنا نحن البشر قد تؤدي إلى انتشار القتل، وانتشار الفساد، وغيرة الله سبحانه في أحكامه وشرعه، وتؤدي إلى استتباب الأمن والأمان، وانتشار الخير والسلام، روى البخاري ومسلم، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ رضي الله عنه: (يَا رَسُولَ اللهِ! لَوْ وَجَدْتُ مَعَ أَهْلِي رَجُلًا، لَمْ أَمَسَّهُ حَتَّى آتِيَ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ؟!) قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " نَعَمْ!" قَالَ: (كَلَّا! وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، إِنْ كُنْتُ لَأُعَاجِلُهُ بِالسَّيْفِ قَبْلَ ذَلِكَ)، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اسْمَعُوا إِلَى مَا يَقُولُ سَيِّدُكُمْ، إِنَّهُ لَغَيُورٌ، وَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللهُ أَغْيَرُ مِنِّي) وَ (مِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَلَا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنْ اللهِ"). (م) 16- (1498)، 17- (1499)، (خ) (6454، 6980)، (د) (4532)، (حم) (10008، 18193).

هذا حالنا؛ غيرتنا تختلف عن غيرة الله، غيرتنا القتل المباشر أو الضرب أو السب غيرةً، لكن غيرة الله أحكامُه وحدودُه وشرائعُه، فانظروا إلى حال الناس اليوم، كيف أدت بهم غيرتهم على الدين؟ على العرض على الوطن، بمخالفة أحكام الله سبحانه وتعالى، فانتشر الفساد.
ولا يجوز للإنسان أن يمدح نفسه، أو أن يحمد نفسه، أو يثني على نفسه، هذا لا يجوز، لكن لو مدحه غيرُه، لو أثنى عليه غيره ويكون ثناؤه صوابا فلا مانع، لكن أزكى المدح وأصدقه أن يمدح الإنسان الله، ويثني على الله، مهما قلت في الثناء على الله فأنت صادق، ولم توفِ الله حقّه في الثناء والمدح والشكر أبدا والله.

أما الحمد والثناء والشكر والمدح، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ("وَلَا أَحَدَ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنْ اللهِ، وَلِذَلِكَ") -أَيْ: وَلِأَجْلِ حُبِّهِ الْمَدْحَ. تحفة الأحوذي (8/ 428)- ("مَدَحَ نَفْسَهُ)، -لأن الناس لم يوفوه حقه، فقال: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 1]، لم تأت الآية: أحمد الله رب العالمين، نحمد الله رب العالمين، لأن حمْدَنا قاصر، لكنه قال: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 1]..

وفي رواية: ("وَلِذَلِكَ وَعَدَ اللهُ الْجَنَّةَ"). -أَيْ: أَنَّهُ لَمَّا وَعَدَ بِهَا، وَرَغَّبَ فِيهَا، كَثُرَ السُّؤَالُ لَهُ سبحانه، وَالطَّلَبُ إِلَيْهِ، وَالثَّنَاءُ عَلَيْه،- سبحانه، فأنت تثني على الله، فتمدحه ليكون لك الوعد بالجنة.
[(ولا أحد أحب إليه المدح من الله)؛ لأنه سبحانه يحبُّ الصدق، ولا يصدق المادح إلا في مدح الله عزّ وجلّ، فإن مدَحَه نشَرَ الآيةَ الحميدة، وهو يستدعي تحبيبَ اللهِ تعالى إلى عباده، -أنت إذا مدحت الله، حببت الله إلى عباده- ويحضُّهم على طاعته، فيستدعي حبَّ الله تعالى لعباده، إلا أنه سبحانه لما علم عجز الخلق عن مدحه تعالى مدح نفسه -بنفسه- سبحانه -وتعالى-]. بتصرف من (الإفصاح عن معاني الصحاح) (2/ 60).

هكذا حال المؤمنين ليلا ونهارا؛ يذكرون الله سبحانه وتعالى، ويستغفرون الله ويثنون على الله، ويمدحون ويشكرون الله سبحانه وتعالى؛ طمعا فيما عند الله، وخوفا مما عند الله سبحانه.
(وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنْ اللهِ")، والمراد بالعذر هنا الحجة، والعذر قد يأتي بمعنى التوبة -أَيْ: بَعَثَ الله الْمُرْسَلِينَ عليهم الصلاة والسلام لِلْإِعْذَارِ وَالْإِنْذَارِ لِخَلْقِهِ، قَبْل أَخْذِهِمْ بِالْعُقُوبَةِ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ سبحانه وتَعَالَى: ﴿ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ﴾ [النساء: 165]، وَكَقَوْلِهِ سبحانه وتَعَالَى: ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾ [الإسراء: 15]. بتصرف من (الفتح).

("مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنْزَلَ الْكِتَابَ، وَأَرْسَلَ الرُّسُلَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ").
فَيَنْبَغِي أَنْ يَتَأَدَّبَ الْإِنْسَانُ بِمُعَامَلَتِهِ سُبْحَانَه وَتَعَالَى لِعِبَادِهِ، فَإِنَّهُ سبحانه لَا يُعَاجِلُهُمْ بِالْعُقُوبَةِ، بَلْ حَذَّرَهُمْ وَأَنْذَرَهُمْ، وَكَرَّرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَأَمْهَلَهُمْ، فَكَذَا يَنْبَغِي لِلْعَبْدِ أَلَّا يُبَادِرَ غيره بِالْقَتْلِ وَغَيْرِه فِي غَيْرِ مَوْضِعِه، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يُعَاجِلْهُمْ بِالْعُقُوبَةِ، مَعَ أَنَّهُ لَوْ عَاجَلَهُمْ كَانَ عَدْلًا مِنْهُ سُبْحَانه وَتَعَالَى. انظر شرح النووي (5/ 268).

وقد قبل الله سبحانه وتعالى الأعذار من أهل الأعذار، فقبل العذر في ترك الصلاة جماعة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ" -أي الأذان- "فَلَمْ يُجِبْ، فَلَا صَلَاةَ لَهُ إِلَّا مِنْ عُذْرٍ". (حب) (2064)، (صحيح أبي داود) (560).
وإن من تأخر عن أداء صلاة من الصلوات بعذر نوم أو نسيان أو نحو ذلك، يعذره ربه سبحانه وتعالى، فقد قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه عنه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه: "مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصُّبْحِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ، وَمَنْ أَدْرَكَ مِنَ العَصْرِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ فَقَدْ أَدْرَكَ العَصْرَ". قال الترمذي: [وَمَعْنَى هَذَا الحَدِيثِ عِنْدَهُمْ -أي عند العلماء- لِصَاحِبِ العُذْرِ، مِثْلُ الرَّجُلِ يَنَامُ عَنِ الصَّلَاةِ، أَوْ يَنْسَاهَا فَيَسْتَيْقِظُ، وَيَذْكُرُ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَعِنْدَ غُرُوبِهَا]، (ت) (186).

وصاحب العذر يكتب ثواب ما تركه كاملا، كما قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ إِذَا مَرِضَ أَوْ سَافَرَ، كَتَبَ اللهُ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ كَمَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا". (حم) (19768)، (خ) (2834)، (د) (3091)، (ش) (10805).
إن المجاهدين في سبيل الله حقًّا حقًّا لا يساويهم في ثوابهم وعملهم إلا من نوى الجهاد مثلهم ومنعهم العذر، كما روى البخاري ومسلم وأبو داود والإمام أحمد، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: (رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ الْمَدِينَةِ)، -بعد أن أدى ما عليه من الجهاد- قَالَ: ("لَقَدْ تَرَكْتُمْ بِالْمَدِينَةِ رِجالًا؛ مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا، وَلَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ؛ إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ)"، وفي رواية: ("إِلَّا شَرِكُوكُمْ فِي الْأَجْرِ")، قَالُوا: (يَا رَسُولَ اللهِ؛ وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟!) قَالَ: ("وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ")، قَالُوا: (يَا رَسُولَ اللهِ! وَكَيْفَ يَكُونُونَ مَعَنَا وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟!) قَالَ: ("حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ")، وفي رواية: "حَبَسَهُمْ الْمَرَضُ". (خ) (4423)، (م) (1911)، (د) (2508)، (جة) (2764)، (حم) (12650، 14246).

أيها العصاة؛ وكلُّنا عصاة، أيها المذنبون وكلُّنا مذنبون، اعتذروا إلى الله، اعتذروا إلى الله بالتوبة إليه، والكفِّ عن المعاصي، وأكثروا من الطاعات، والتضرعات يقبل الله عذركم، روى أبو يعلى والطبراني، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ خَزَنَ لِسَانَهُ؛ سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ؛ كَفَّ اللهُ عَنْهُ عَذَابَهُ، وَمَنِ اعْتَذَرَ إلى اللهِ؛ قَبِلَ اللهُ مِنْهُ عُذْرَهُ". (يع) (4338)، (طس) (1320)، انظر الصَّحِيحَة (2360).

وفي رواية: "مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ؛ سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ لَو شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ؛ مَلَأَ اللهُ قَلْبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجَاءً". (طب) (3/ 209 / 2)، وابن عساكر في (التاريخ) (18/ 1 / 2)، انظر صحيح الجامع (176)، الصَّحِيحَة (906).
يا من بلَغْتَ من السنين الستين والسبعين، أو ما فوق ذلك، هل بقي لك عذر؟ أعطاكم الله العمر الطويل، بقيت لك حجة عند الله سبحانه وتعالى، ألا من توبة ألا من أوبة، ألا من رجوع إلى الله سبحانه وتعالى!

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله تعالى عنه- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ، حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً». (خ) (6419).
وفي رواية: "لَقَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَى عَبْدٍ أَحْيَاهُ حَتَّى بَلَغَ سِتِّينَ أَوْ سَبْعِينَ سَنَةً، لَقَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ، لَقَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ". (حم) (7713، 8262، 9251، 9394).

[قوله: "أعذر الله":
الإعذار -معناه- إزالة العذر، والمعنى أنه لم يبق له -عذر، ولم يبق له- اعتذار، كأن يقول: لو مُدَّ لي في الأجل لعملت ما أُمرت به، -وقد مدَّ الله لك-. فقال: أعذر الله إليه إذا بلغه أقصى الغاية في العذر ومكنه منه، وإذا لم يكن له عذر في ترك الطاعة مع تمكينه منها بالعمر الذي حصل له -فات العمر، وليست هناك طاعات، وذهب العمر- فلا ينبغي له حينئذٍ إلا الاستغفار والطاعة والإقبال على الآخرة بالكلية]. التحبير لإيضاح معاني التيسير للصنعاني (1/ 425).

[قال ابن بطال: إنما كانت الستون -ستين سنة من العمر- حد الإنهاء لهذا؛ لأنها قريبة من المعترك، وهي سن الإنابة والخشوع وترقب المنية، فهذا إعذار بعد إعذار؛ لطفاً من الله بعباده، حتى نَقَلهُم من حالة الجهل إلى حالة العلم، ثم أعذر إليهم فلم يعاقبهم إلا بعد الحجج الواضحة، وإن كانوا فطروا على حُبَّ الدنيا، وطول الأمل، لكنهم أمروا بمعاهدة النفس في ذلك؛ ليتمثلوا ما أمروا به من الطاعة، وينزجروا عما نهوا عنه من المعصية.

وفي الحديث إشارة إلى أن انقضاء الستين مظنة لانقضاء الأجل]. التحبير لإيضاح معاني التيسير (1/ 426).
ومن علامات الساعة يا عباد الله! ما رواه أبو داود في سننه، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، -ورضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَنْ يَهْلِكَ النَّاسُ حَتَّى يُعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ". (د) (4347)، (حم) (18315)، صَحِيح الْجَامِع (5231)، المشكاة (5146)، هداية الرواة (5074).

[فُسِّر بأن المقصود بذلك أنها تكثر فيهم الخطايا والذنوب، وأنهم إنما حصل لهم الهلاك بعد أن قامت عليهم الحجة ولم يبق لهم عذر، بل الحقُّ واضح أمامهم، وقد عصوا وأقدموا على ما أقدموا عليه على بصيرة]. شرح سنن أبي داود للعباد.
يُقَال: أَعْذَرَ فُلَانُ مِنْ نَفْسه، إِذَا أَمْكَنَ مِنْهَا، يَعْنِي أَنَّهُمْ لَا يَهْلِكُونَ حَتَّى تَكْثُرَ ذُنُوبُهُمْ وَعُيُوبُهُمْ فَيَسْتَوْجِبُونَ الْعُقُوبَة، وَيَكُونُ لِمَنْ يُعَذِّبُهُمْ عُذْرٌ. عون (9/ 380).

عباد الله! إن مما تسوله الشياطين لكثير من شباب المسلمين من الغيرة المذمومة على الدين، وعلى الشرف وعلى العرض؛ أن يترك الناس شرعَ الله وأحكامَ الله سبحانه، ويتوجهوا إلى ما تمليه إليهم آراؤهم وأهواؤهم وأفكارهم؛ استعجالا لنصرة لدين والعرض والأرض، وبهذه المخالفة لشرع الله سبحانه لا نجني الثمار المرجوة، ولا نحصل على ما نبتغيه من نصر وعزٍّ ورفعة، والذي نراه من هذه الغيرة غير المحمودة الذي نراه مزيدا من الذلِّ والهوان، ومزيدا من التشريد والتهجير للمسلمين والمسلمات، ومزيدا من الضعف والوهن في أمة الإسلام والمسلمين.

(ولا أحد أغير من الله) على دين الله، (ولا أحد أغير من الله) على دماء المسلمين، (ولا أحد أغير من الله) على أوطان المسلمين، (ولا أحد أغير من الله) على أرواح المسلمين والأبرياء في كل مكان، ولكن اقتضت حكمته سبحانه وتعالى أن يحدُثَ ما يحدُث قدرا وكَونًا، ﴿ لِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [آل عمران: 154]، ﴿ وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 17]، ﴿ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ ﴾ [محمد: 4].

وها هم الناس يعذرون من أنفسهم، كما قال صلى الله عليه وسلم: "لَنْ يَهْلِكَ النَّاسُ حَتَّى يُعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ".
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم.

الخطبة الآخرة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واتبع هداه إلى يوم الدين، أما بعد؛
وهناك يوم القيامة، يوم الحسرة والندامة، يأتي الناس فيعتذرون، فمنهم من يقبل عذره، ومنهم من لا يقبل عذره، أما الذين لا يقبل عذرهم فهم الكفار الذين ظلموا أنفسهم، فالكفار فلا تنفعهم معذرتهم يوم القيامة، قال الله سبحانه وتعالى عنهم: ﴿ فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ﴾ [الروم: 57]، وقال عنهم: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴾ [غافر: 52].

ويوم القيامة عند المحاسبة يذكِّرُ الله سبحانه وتعالى عبادَه وأحبابه المؤمنين، نسأل الله أن نكون منهم ومعهم، يذكِّرهم بالأعذار يا عباد الله! حتى الذي ينسى عُذْره يذكره الله وهذا من رحمته بعباده، كما ورد عند الترمذي وابن ماجة والإمام أحمد، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله -تعالى- عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الخَلَائِقِ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا؛ كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ البَصَرِ"، ثُمَّ يَقُولُ: "أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟" -أتنكر من هذه السجلات المليئة بالسيئات شيئا؟- "أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الحَافِظُونَ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً، فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ اليَوْمَ، فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ البِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ، فَقَالَ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ"، قَالَ: "فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ، وَالبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتِ البِطَاقَةُ، فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ". (حم) (6994)، وقال الأرناؤوط: إسناده قوي. (جة) (4300)، (ت) (2639)، انظر صَحِيح الْجَامِع (1776)، الصَّحِيحَة (135).
لا إله إلا الله، لا إله إلا الله.

ونأتي إلى آخر أهل النار خروجا من النار، يتمنى الخروج فقط، فإذا خرج فيرى ما لا صبر له عليه، أول شيء كان يتمنى الخروج من النار، فعندما خرج من النار، أراه الله شجرة، فيها ظلٌّ وهواء، فقال: يا رب أجلسني في ظل تلك الشجرة، فيقول له ربه سبحانه: تسألني شيئا غير ذلك؟ فيعطي الله العهد والميثاق ألا يسأله غير ذلك، ماذا يريد غير ذلك؟ أن يستظل بظل شجرة؟ وحوالي خمسة أو ستة أسئلة وطلبات يطلبها من الله، وكلّ مرة يعطي الله العهد والميثاق ألا يسأله غيره، وينقض العهد والميثاق، "وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ"؛ ومر بشجرة وأخرى وثالثة وهو يقول: لا أسألك شيئا غيره، وعندما يرى باب الجنة يقول: أجلسني على باب الجنة، لا أسألك شيئا غيرها، فيرى غيرها، فيقول: أدخلني الجنة، لا أكون أشقى خلقك، وكلّ مرة يعطي الله العهد والميثاق لا يسأله غير ذلك، والله يتجلى عليه، هناك لا تحتاج إلى كفارة يمين، كفارة نقض العهد، هذا في الدنيا، هناك لا يوجد إثم ولا معصية، بالمخالفات انتهى أمر المعصية في دار التكليف دار الدنيا، يحلف بالله ويعطي العهد والميثاق ثم ينقضه ولا يطالَب بشيء، بل يُنَفَّذ طلبه، لماذا؟ قال صلى الله عليه وسلم: "وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ؛ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا...".

العذر عند الله، (لا أحد أحب إليه العذر من الله)، فأقبلوا على الله يا عباد الله، اعترفوا بين يدي الله بذنوبكم وخطاياكم يقبلكم الله، أقبلوا على الله بالطاعات وذكر الله سبحانه وتعالى، وصلوا على رسول الله كما أمر الله فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.
اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه، اللهم أصلح أحوالنا وشأننا كلّه يا رب العالمين، اللهم كن معنا ولا تكن علينا، اللهم أيدنا يا رب العالمين، ولا تخذلنا، وانصرنا ولا تنصر علينا.
اللهم فكَّ أسر المأسورين، وسجن المسجونين، واقض الدين عن المدينين، ونفس كرب المكروبين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم وأزل الغمة عن المظلومين برحمتك يا أرحم الراحمين.
وأقم الصلاة؛ ﴿... إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].
لذاتي ملكة
لذاتي ملكة

عدد المساهمات : 65
تاريخ التسجيل : 16/04/2017
العمر : 27

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

لا احد احب اليه العذر من الله Empty رد: لا احد احب اليه العذر من الله

مُساهمة من طرف رغووودة الثلاثاء أبريل 18, 2017 6:49 am

طرح انيق ومتميز
جزاك ربي خيرررا عزيزتي
لا عدمناااك

ودي
رغووودة
رغووودة

عدد المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 18/04/2017

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

لا احد احب اليه العذر من الله Empty رد: لا احد احب اليه العذر من الله

مُساهمة من طرف لحن الحنين الجمعة أبريل 21, 2017 8:03 am

ﺭَﻗﻴﻘَﺔ ﺣﺮﻭﻓُﻚ

ﺟَﻤﻴﻠَﺔ ﻛَـ ﺟﻤﺂﻝ ﺭُﻭﺣﻚ

ﻓَـ ﺷُﻜﺮﺍً ﻱَ ﺃﻧﻴﻘَﺔ ﺍﻟﻌَﻄﺎﺀْ
لحن الحنين
لحن الحنين
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى

عدد المساهمات : 100
تاريخ التسجيل : 18/04/2016
العمر : 27

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى